سيكولوجية اسواق المال (ببساطة)!!

--سيكولوجية اسواق المال (ببساطة)!!

سيكولوجية اسواق المال (ببساطة)!!

 

اليوم السوق أخضر فرصة للاستثمار! المشكلة في اي شركة استثمر؟ هناك الشركة (س) لقد قرأت لمعرف بتويتر يثني عليها. بعد أيام السوق أحمر! خسرت خسارة ما يعلمها الا الله ! أعطني حلولا! صاحبنا بتويتر يقول أن السوق في احمرار وسيصل الى معدلات منحدرة جدا فاخرج الآن ،، من غد السوق اخضر! المستثمر في حالة نفسية مربكة! سيناريو متكرر بين الاعتماد على مصدر احيانا غير موثوق للمعلومة والتفاعل النفسي الغير مبرر احيانا، أسواق المال اكثر تعقيدا من تصورنا فأنت تبحث عن مصلحتك وزيادة ارباحك , المنشآت تبحث عن شكل مستقر وايجابي طيلة الوقت، المحلل يحتاج احيانا ان تكون الامور اكثر ضبابية لتصبح تحليلاته ذات قيمة عالية فهو يعلم يقينا “أن تفسير الواضحات من الفاضحات” لكن هل يمكن أن تكون الأمور واضحة في ظل أن معيار الاستفادة مقيد بضبابية المستقبل. دائما يقرر المحللون الفنيون بأن الحركة السعرية في سوق الاموال تكون في شكل “اتجاه صاعد” او ” اتجاه نازل” والحركة تكون عبارة عن ذبذبات يحكمها علامات الدعم والمقاومة (قمم وقيعان). على الجانب الاخر يؤكد كثير من المحللين الماليين ضرورة النظر الى الاستثمار في سوق المال بأنه من اكثر انواع الاستثمار مخاطرة لارتباط اسواق تلك الأسواق بمعلومات واحداث لا ترتبط فقط بالمسثتمر ذاته والشركة المستثمر فيها بل تتعدى ذلك الى الاقتصاد المحيط محليا واقليميا وعالميا. الجميع شاهد كيف ان هبوط سوق المال الصيني كان له صدى في اسواق الاموال الامريكية وايضا الخليجية وغيرها بمختلف دول العالم. والجميع شعر بردة فعل السوق للسياسة النقدية التي هي مدار حديث ونقاش في الاقتصاد الامريكي. فالوعاء المالي العالمي بات اكثر اتصالا وتشابكا. لذا نقول المخاطرة عالية والمستثمر الرابح من ادار تلك المخاطر جيدا. العامل النفسي ذا تأثير قوي على حالة السوق في احيان كثيرة فوقت الخضرة والانتفاخ (حتى وان كان تضخما سعري غير مبرر) تكون حالة التفاؤل عارمة تجعل الحديث عن مخاطر النزول والانخفاض أمرا مثبطا وغير منطقيا فيندفع الجميع لزيادة الاستثمار ومحاولة استغلال تلك الحالة (فضغط تحقيق الارباح المضاعفة اقوى بكثير من منطقية وعقلانية المستثمر وقت الانتفاخ). فحين تتزايد تلك الحالة وتصل مداها تأتي في اقصاها حالة من عدم الثقة في ان ذلك الارتفاع لابد له وان يقف (او ان الفقاعة تنفجر) فيبدأ المستثمر اياه الذي لا يحب الاستماع الى المخاطر واحتمالية حدوثها بالدخول في حالة الشك حول اتجاه السوق فما أن تأتي بعض الاخبار السلبية تكون ردات فعله مبالغ فيها ليحدث نوع من القلق المفرط والذعر الذي يسري على كمية كبيرة من المستثمرين فيحدث نتيجة لذلك التقهقهر(بخلاف العوامل الأخرى). والحالة النفسية مرتبطة بأداء المؤشر عموما والاخبار المحيطة بالسوق من تقارير مدراء المحافظ و تنبؤات المحللين الماليين والفنيين وتصريحات المسئولين الاقتصاديين ناهيك عن الاخبار المتدوالة عبر اسماء مستعارة اكتسبت الثقة بعد تجارب عدة وتوصيات مختلفة (رغم كون التوصيات المبنية على اخبار داخلية مخالفة قانونية). حين نتحدث عن المخاطر وادارتها فنحن بكل تأكيد يجب ان نتحدث عن السيطرة على ردات الفعل فحين يتهاوى سوق المال قد لا يكون ضروريا لك ان تندفع بسبب أن ما تستثمر به من شركات قد لا تكون تأثرت بذلك التدهور بحدة. لذا تحتاج الى نوع من السيطرة على انفعالاتك النفسية حتى لا تتحقق تلك المخاوف. الأمر ليس يسيرا على النفس حين ترا حجم الاستثمار الخاص بك ينخفض بحدة دون ان تكون احيانا بدراية عن السبب وعن القاع المستهدف فتكون ردات فعلك مبالغ بها نتيجة لعدم الوعي بمصدر الخطر وشكله و امكانياته. لكن الوعي بالمخاطر لا يقف عند حالة الهبوط بل ايضا في حالة الارتفاع المبالغ به (لذلك يقرر كثيرا بان الاستثمار في سوق المال هو عبارة عن قرار دخول او خروج في الوقت السليم) لا أحد يجزم بسلامة الوقت ولكن الوقت الانسب يكون بحسب اهداف المستثمر ذاته وبحسب مدى تقبله للمخاطر. لا يجب ان تستثمر في السوق بناءا على ثقافة المحاكاة فانت تمتلك تقبل للمخاطر مختلف تماما عمن تحاكيه فتكون ردات الفعل متباينة مما يجعل امكانية تعاظم الخسارة لك اكبر نتيجة لعدم الوعي الكامل لحجم المخاطر وكيفية التعامل معها. مالهدف من تكرار الحديث من قبل المحللين الماليين وغيرهم حول ضرورة ان يعمل المستثمر على زيادة درايته بسوق المال وبالشركات التي يستثمر بها فالهدف ليس فقط كما يفسره البعض بحثا منهم عن صناعة المال من خلال ندواتهم ودوراتهم بل للحديث تفسير اخر اكثر ايجابية وهو ان المخاطر مرتبطة بحالة عدم التأكد فمن ازدادت درايته ووعيه ازدادت قدرته على تقدير المخاطر ومن ثم ادارتها والسيطرة عليها ما استطاع. هي حقيقة أن زيادة الوعي تعني القبول بحجم اقل من المخاطر فكما ققيل: الاكثر حذرا (خوفا) هو الاكثر وعيا. لذا بانخفاض حجم المخاطر متوقع أن يكون حجم العوائد (المكاسب) منخفضا ايضا. لذا يكثر الحديث في سوق المال عن الحالة النفسية للمستثمر لما لها من تأثير كبير في قراراته الاستثمارية في السوق وحجم العوائد التي يستهدف (المخاطر التي يتقبل). اللون الاحمر بات رمزا لحالة نفسية معينة تتكون من الخوف والحزن والخيبة والحذر المفرط والتحليلات اللا عقلانية بربط المتنافر وتفريق المتشابه واللون الاخضر بالجانب الاخر بات رمزا ملموسا لحالة نفسية منطوية على الزهو والانتصار والتفاؤل المفرط واحلام اليقظة الدراماتيكية الغير منقطية. ماذا استفيد من معرفة ان سوق المال يعبر عن حالة المستثمرين النفسية بشكل جمعي؟ الفائدة تكمن فقط في ضرورة التعامل الواعي مع قرارات الاستثمار. فلا تبني قرارا استثماريا كبيرا بدون دراسة لحجم المخاطر ولا تبدأ استثمارا دون ان تعرف حجم المخاطر الذي انت قادر على تقبله واحتواءه. والامرين السابقين يتطلبان منك زيادة حجم الوعي لديك بعيدا عن ثقافة المحاكاة والتبعية فاحيانا تزايد الاخبار من نوع معين يكون مناسبا جدا لمستثمرين دون اخرين لتحقيق المكاسب المرتفعة مقابل النوع الأول (المحاكي) والسبب ان هذا النوع لا يعي ولا يدرك المشهد الذي امامه بابسط اشكاله. ولا تعتقد ان هذه الحالة النفسية للمستثمرين والاستثمار عموما باسواق المال خاصة فقط بالسوق المحلي بل هي حالة عامة في اسواق المال عموما تزيد وتنقص بحالة الدراية والوعي لدى المستثمرين. لا يزعم احد انه قادر على قراءة مستقبل السوق المالي بنسبة 100% لذا نجد تجاذب اراء المختصين بين متفاءل يجعل الانخفاض امرا معتادا عرضيا قصير الامد والتأثير وآخر متشائم يجعل من الانخفاض الطفيف بداية كارثة ونذير هوة ستبتلع الجميع. لذا الرشد هو الحل فلا افراط ولا تفريط في ردات الفعل. كما ان ذلك يستلزم استحضارا دائما بأن الله سبحانه وتعالى هو الرزاق وهو سبحانه وتعالى قد قسمها بين عبادة. فلا يستلزم من زيادة درايتك ان تصبح مباشرة من اثرياء العالم كبيل قيتس او وورن بفيت فهناك علماء في النواحي المالية لم يصلوا لما وصل له خلافهم ممن هو اقل علما ودراية ً. خاتمة: في احيان كثيرة تحتاج من اجل شراء امرا استهلاكيا العديد من المستشارين حتى تعظم حجم فائدتك وتزداد ثقتك في قرارك (نعم ثقتك اي حالتك النفسية تكون اكثر هدوءا واتساقا واستقرارا) وكذا الحديث عن سوق المال وغيره من الاستثمارات. فانت تحتاج الى المعرفة والدراية بذاتك كمستثمر قبل تحديد نوع الاستثمار الانسب لك. وكمسلمين علينا ان نستحضر دائما وابدا من اجل استقرار نفسي وقناعة قوله تعالى (إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين). 

الكاتب: ياسر النفيسة 

منقول من صحيفة مال 

بواسطة | 2018-03-12T00:48:27+03:00 مارس 9th, 2018|مقالات|0 تعليقات

عن الكاتب:

أترك تعليق